top of page
Search

تروماتايزد و لكن !

Writer's picture: Marwa ZeinMarwa Zein

في نقاش حول لقاء شيرين و التعبير عن التروما و الانغماس فيها.


طبعا هي الفنانة الكبيرة صاحبة الصوت المميز و الحضور الطبيعي و صاحبة شخصية قوية و مثيرة للجدل في مجتمع يعشق الجدل. لكنها “ امرأة ” في مصر! هذا تحدي أن لم يكن ابتلاء في العصر الحديث و هو الأمر الذي يزيد من فرص يتخللها، أذى و عنف و تحقير ممنهج و قديم الأزل، ضحية نظام يعيب النساء عموما و يقلل من استحقاقهم و من قوتهم منذ النشأ.



نظام ديني و مجتمعي و اقتصادي و سياسي مريض و مسرطن في عمقه و فاشل في جميع صوره . إن نجح هذا النظام في أي شيء فقد نجح أن يجعل مجتمعنا مجتمع مصدوم في حالة شلل غير قادر على الحياة ( تروماتايزد ) .


و تنال النساء نصيب الأسد كونهم آكثر عرضة للصدمات و أقل عرضة للتعافي ، نظرا أن التعافي شرطه التعليم و الوعي و الفردية و هو أيضا ثقافة لازالت غير مرحب بها اجتماعيا و نفسيا في مجتمعاتنا الشديدة الحاجة لها. لم تعد مفاجأة ان الصدمة - الأذي - يصيب الفاعل و المفعول به و إن بدى غير ذلك ! لذلك لا ينجو الرجال و ان ظنوا العكس.

و ما لم تعالج الصدمة ، ستظل في حالة تكرار !

نعم. هذا من ضمن قوانين الصدمة و قوانين الألم ، لأنها جزء من قوانين الطبيعة و الكرما.

و طالما نحن لا نعترف بالألم النفسي و لا بالألم العاطفي و لا نتعلم هذا في مدراسنا و لا جامعاتنا و لا هو جزء من تربيتنا أو ثقافتنا ، و نعتبره رفاهية , سنظل نعيش على هامش الحياة الأقرب للموت منه الي الحياة.


فكيف لنا أن لا نعيد الصدمات ( الترومات ) ؟؟؟


شيرين مع عدسات التروما ، ترى نفسها ضعيفة، هذه صورتها في اللاوعي المصدوم. أي امرأة علي وجه الكوكب و أنا منهم ، لها المقدرة أن تتخيل حجم الأذى و تتعاطف معها كضحية و لكن..

هل هذا يحمل عنها المسؤولية ؟


في رأي لا..


الموهبة مسؤولية. طاقيا و روحيا. الشهرة مسؤولية. طاقيا و روحيا. و الثراء مسؤولية. طاقيا و روحيا.


و كلما زادت حريتك في هذه الحياة زادت مسؤولياتك و تحديدا مسؤليتك الفردية.

عند القبائل الأصلية في إفريقيا و الأمريكتين ، هنالك اعتقاد صميم أن اختياراتنا و أفعالنا و أقوالنا لها أثر لأجيال عديدة تسبقنا و تلحقنا.


تخص كارما البشر ، إيماني أننا نحمل طاقة من سبقونا و نسلم طاقة لمن هم قادمون و حين نتعافي فنحن نعافي من سبقونا و نمهد لمن هم قادمون بطريقة أو بأخري. و إن امتلكنا قوة و أثر ، يصبح طريقنا أصعب و لكن هدف رحلتنا أعظم.

وجب التنويه، ليست مسؤولية اخلاقية او مجتمعية. لا أحكم على شيرين إطلاقا ، أحبها و أحترم رحلتها و الضعف الإنساني هو نصيبنا جميعا لكن عدم الوعي ب أذى ما بعد الصدمة كبير و أثره ، مضاعف في حال الشخص موهوب و مشهور و ثري. طاقيا و روحيا.


ما أشير له و أركز عليه هنا بالذات هو ( أهمية التعليم ، الوعي ، و نتيجة عدم إتاحة فرص للإدراك - فهم التروما و فهم سلوكيات صدمات ما بعد الأذي لتجنب تكرار التروما - و عدم تقديس الضحية - عدم استغلال الضحية في وسائل إعلام مهتمة بتكرار التروما و ليس المساعدة في حلها. عدم تقديس الضعف الناتج عن أذي. )


تعافي شيرين مسؤليتها الشخصية. إدراكها الفردي بحتمية التغيير و وعيها أن الصدمات هي جزء من الحياة ، الألم و المرض و التجارب الصعبة ، رسل أحيانا رسل قاسية لكنهم هنا للشفاء.


التروما لا تفرق بين غني و فقير و لكن فرصة شيرين في التعافي أكبر من سيدات كثر حول العالم و مع قوة شيرين التي لا تراها الآن بالشكل الكافي ، هنالك فرصة كامنة لتعافي ملايين السيدات ( أقل أو أكثر حظا ) اللاتي يتابعونها و يتعاطفون منها و يرونها أخت أو زميلة أو طرف في نجاح نسائي شامل و واسع ، تكاتفت الأطراف في الإيقاع به و أحيانا نساء اخريات ساندت هذا الإثم، مثيلات من حاورتها !


(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)


و التعافي هو دعوة للحياة !


مهم أن ندرك أننا جميعا في مرحلة ما من حيواتنا و بنسب مختلفة ( تروماتايزد ) و نسبة كبيرة من البشر ( أغلبية البشر ) و من ضمنهم الفنانين يعيشون حالات صدمة ، و رغم أن التعبير عن النفس أداة من ضمن أدوات التعافي العديدة و المتنوعة. إلا أنه لا يكفي لإتمام رحلة الشفاء.


في سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي و مع قليل من الوعي و الحكمة و الاتصال ، نشأت طفرة في أمريكا و أوروبا في عالم التعافي و الأعصاب و ربط الطب الكلاسيكي بمختلف أنواع العلاج الغير تقليدية حين وصل العديد من الفنانين لمراحل اكتئاب حادة ، محاولات انتحار، إدمان كحول ، إدمان عمل ، إدمان علاقات سامة ، كان هنالك في المقابل معالجين، اخصائيين تعافي تروما ، اخصائيين علاقات عاطفية ، اخصائيين جنس ، معالجين طاقة ، محللين مخ و أعصاب ، معالجين سلوك ، اخصائيين إرشاد ذاتي، معالجين روحانيين كل هؤلاء بجانب الأطباء النفسيين التقليدين و غير التقليدين. من أشهرهم و فقط كمثال ( ديباك شوبرا Deepak Chopra )


أين نحن من طرق التعافي ؟

أرى بوضوح أي نحن من طرق الصدمة.


طرق التروما و الآلام المرئية و غير المرئية نعرفها جيدا، عشنا فيها لقرون و حان الآن موعد التعافي !

الصحة النفسية الجسدية العاطفية الروحية مسؤليتنا جميعا كأفراد و كمجتمع و كبلاد تحمل ما تحمل من الصدمات التي لم تعالج و ستظل تتكرر إن لم تعالج.


شيرين لديها فرصه ذهبية أن تقلب هذا المعادلة السامة رأسا علي عقب و تودع تلك النسخة منها التي تظن أنها ضعيفة و قليلة الحيلة و تخلق نفسها مرة أخرى ! و في إعادة خلق شيرين لنفسها إعادة خلق لنساء كثر !


كم أتوق لرؤية شيرين في أبهى صورها ! جميلة قوية متزنة ضاحكة تملؤها الثقة استحقاقها أعلى ما يكون مشعة صوتا و قلبا و جسدا و روحا !


هي تستحق ذلك

و جميع نساء العالم أجمع !

4 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


bottom of page