العلاقات و الرغبة و الحب و الجسم، اكتر حاجة مكلبشة مجتمعاتنا بالامراض و الترومات و لما اي فيلم مهما كان بسيط ، يمس ولا شعره من هدا الجسد المريض الا و الناس اتجننت.. و هنا تعرف انه مجمتعاتنا بعيده حبتين عن اي تقدمية .
احب اشارككم اني دمعت و انا بتفرج ع فيلم اصحاب و لا اعز في مشهد واحد، و هو اقربهم لقلبي : مشهد جورج خباز و هو بيرد ع بنته و هي بتساله علي البويفريند بتاعها.
سالت نفسي قد ايه ده مشهد مش متكرر.. مكتوب و متمثل بجد .. فيه صدق و أبوة واعية مش ذكورية جافة و مصدية .. بالعكس مشهد بتتجلي فيه الرجولة و الآبوة في ابهي صورها ..
تمثيل جورج هادي و قويي و المشهد مكتوب بحب و بنظره فيها تقدم و عي و دي حاجة نادره في افلامنا و مسلسلاتنا اللي طول الوقت تحسها خارج الزمن ، بتكلم نفسها بقالها قرون و متحجرة.
و يمكن المشهد اثر فيا عشان بحس انه عندنا مشاهد قوية لستات كتير فيها تجلي أنثوي و فيها تبصر كده و جمال .. لكن المشهد ده حسسني انه في أمل. و طبعا لان علاقتي بوالدي مختلفة حبتين : )
و اكتر تاني مشهد عجبني و كتابة آكثر من التمثيل ، مشهد اياد و هو بيقول لاصحابه انه : ” أخرى ساعه قضاهم معاهم في حياته، هي الساعه اللي قالهم فيها انه مثلي .. انه بيحب راجل مش ست. ”
فكرني من ١٥ سنه لما اصحابي و هم بيتفرقوا من حوليا، لما حبيت بنت. و بعدين عملت اصحاب تانيين، اتفرقوا برضه لما حبيت ولد
و فضلت حياتي كده كم سنة لغاية ما استقريت ع ناس معينة قليلة و على محبة شديدة لنفسي تخليني انتقي اصحابي و اكون حقيقية معاهم. بس اتخضيت من المشهد. احساس قاسي فعلا و ما اظنش شفته في فيلم عربي قبل كده و يقدر لصناع الفيلم اكيد.
بس من ردود الافعال و من علوم النفس و علوم الاجتماع و الطبيعة البشرية المعقدة بتاعتنا ، بتاكد انه كراهية الشخص لشيئ ما، دايما ليها مرجعيه عند الشخص الكاره قبل الشيئ المكروه..
لذلك كره الناس للستات ( و الناس هنا مقصود بيهم رجالة و ستات ، لانه الستات اتعلموا يكرهوا و يجلدوا نفسهم مع الوقت )
و كرهم للمثليين و المثليات. فيه كره الناس ده لنفسهم و ده حاجة قد ما هي حزينه قد ما هي تضحك.
ناس كارهين نفسهم باختصار. و دي حاجة وارده جدا ..
ليه عايز الناس كلها تبقي نفس اللون و نفس الشكل و نفس الذوق و كمان نفس الميول الجنسيه العاطفية اللي ما تخصش غير العاشق و المعشوق !
طالما انت و لا العاشق و لا المعشوق ، ايه اللي يزعلك،
تحرش بيك ؟ تحرشت بيكي؟ اشتكيها ! افضحيه ! خدي حقك و حافظ ع حدودك
و ده كانت العبرة اساسا من قصة قوم لوط اللي ما بيرددوش غيرها من غير اي ذرة تفكير …
و كمموا اي حد اتكلم عن الميول المثلية و فضلت الاديان الإبراهيمية عندها تعصب كده مضحك برضه
لانه في الاسلام مثلا و هو دين درسته سنين طويلة ، قصة قوم لوط باختصار هي قصة قطاع طرق متحرشين
و لو كان الموضوع ميول جنسيه فقط ف فين ايات الستات مثلا .. و مع عشقي للفتي ، ف ده تأويل و تفسير و تحليل شيوخ و مفكرين و علماء الخ ..
المهم العبرة كانت لا تقطع طريق حد و لا تتحرش بحد و ده حرام يا سيدي
و عنده منطق
الموضوع اذن اخلاق في الاخر
لو انت مثلي و معندكش اخلاق طز فيك زي لو انت مش مثلي و معندكش اخلاق .. طز فيك برضه
ميولك ما تخصنيش اساسا و لا متخصش حد من الاخر
كمان الناس اللي ماسكه القرآن و مختصره في ٣ ايات دول
هل انت عندك في البيت ما ملكت ايمانك؟
هل عندك عبيد ؟
هل لسه محتاج تغظي مراتك ليكتشفوا انها حرة مش عبدة ..
هل احنا عايشين في الخيمة في الصحرا و لسه قوانين ١٤٠٠ سنه نازلين علينا الان؟
الغريب يا اخي انه لو حد فاهم قرآن هيقول في اي حاجة تخص امورنا الحالية
حديث النبي و هو بيقول : ”: أنتم ادري بشؤون دنياكم ”.
بس المهم
الدين ده موضوع كبير بس موضوع بسيط.
عندك اخلاق و لا عندك امراض؟
انت خايف من ايه من المثلي او من المثلية ؟
خايف تتقلب ميولك؟
خايف ع ابنك يتحول ؟
ولا خايف من ناس زيك يآذوه ؟
طب لو انت بقيت حد سوي و مش خايف منه مش ممكن تزود كفة الناس اللي معندهاش مشكله و اللي بيفرق معاهم هو اخلاق الشخص و بس… ف لو بنتك و لا خالك و لا اختك كده الخوف يقل ..
ربنا اداني مواهب كتيرة الحمدالله و منهم اني ثنائية الميول و بقدر اتواصل مع الجنسين و بحب اتواصل مع الجنسين و دي موهبة و نعمة عند ثقافات و حضارات كتيرة لو تعلمون بس مش مهم.
ده جسمي و ده نشوتي و ده روحي و ده قلبي و ده عقلي اللي ربنا سلفهوني جزء من الزمن ..
خلاص؟
نهدا بقي كده و نروق ..
الناس تتعافي كده و تحب نفسها عشان تعرف تحب الناس و ترجع تفكر انه الروح ده غالية ، كانت في شكل ست كانت في شكل راجل مش فارقه ..
يلا بينا بقي نعدي المرحلة دي طولت والله .. تقطيع شجر و تزبيل بحر و اذى كده ملوش اول من اخر
زي ما إنت مش هتتألم مكاني .. مش هتمرض مكاني .. مش هتنجح مكاني .. انتي برضه مش هتحب مكاني ..
انشالله الافلام يكون فيها اكتر من مشهد و لا مشهدين تقدميين و فيهم احساس بالفن و الجمال و محبة الانسانية مش قهرها !